حتى تكون زوجة محبوبة لزوحك لابد
أن تعبري له سواء من خلال الحديث أو الأفعال عن ضعفك، وعدم استقرارك
العاطفي والنفسي، وعدم شعورك بالأمان في حالة غيابه، وحاجتك الدائمة إلى أن
يؤكد لك ارتباطه بك من خلال مواقفه وكلماته ونظراته.
لكن
على الجانب المقابل، قد تكتشفين أن طبيعة زوجك مختلفة وأنه يزداد تعلقاً
بك كلما وجد أنك أكثر استقلالية في شخصيتك، فإذا تأخر عن المنزل على سبيل
المثال لا يكون الأمر كارثياً بالنسبة لك وإذا لم يهتم بك بصورة مستمرة طول
الوقت فإن هذا لا يزعجك، وأنك إنسانة قادرة على إسعاد نفسك بصورة ذاتية.
الحقيقة
أن اختيارك لأحد الأسلوبين السابقين في التعامل مع زوجك هو أمر مرتبط بمدى
فهمك لشخصيته وطبيعته لأن تعاملك بهذا الأسلوب أو ذاك بدون فهم طبيعة
شخصية الزوج وتحليلها قدر الإمكان سيضعك في مجازفة تتعلق بعدم العيش في
سعادة حقيقية معه.
لو
كانت شخصية زوجك تميل إلى العاطفة والرومانسية والاستغراق في المشاعر
والأحاسيس طوال الوقت فمما لا شك فيه أنك في هذه الحالة لابد أن تعتمدي على
الاهتمام الزائد وتكوني بمثابة الأم والزوجة لهذا الإنسان في الوقت نفسه،
وكلما شعر أنك في حالة تعلق به وحنين إلى وجوده وأنك لا تستطيعن أن تجدي أي
سعادة أو استقرار في حياتك إلا من خلال قربه منك كلما كان ذلك دافعاً أكبر
لاستقرار حياتكما الزوجية.
وهذا
النوع من الرجال يتسم بالحساسية الزائدة فلن يقبل من زوجته أن تكون متكلفة
أو متصنعة أو تحاول أن تتقمص حالة الحنان والعاطفة والاحتواء الوجداني،
وبالعكس يمكن أن تؤدي محاولاتها الفاشلة لاحتوائه عاطفياً إلى اتساع الفجوة
في العلاقة الزوجية، وبالتالي فإن المرأة التي تجد زوجها يميل إلى هذا
الجانب العاطفي في شخصيته عليها أن تسأل نفسها بصراحة هي بالفعل إنسانة
رومانسية أو أنها تتصنع وتحاول وتناضل لكي تكون عاطفية أو رومانسية، فإن
كانت تحاول وتكافح للتجاوب معه في هذا الجانب رغم أن طبيعتها تختلف عن ذلك
فمن الأفضل أن تتوقف فوراً وتصارح زوجها بأنها لن تستطيع أن تكون متوافقة
معه فيما يحتاجه وتترك له حرية اتخاذ القرار فيما إن كان يرغب في الاستمرار
معها في الحياة الزوجية أو لا يرغب في ذلك.
ولو
كانت شخصية الزوج تميل إلى الجانب العقلاني العملي بحيث يكون إنساناً لا
يقف كثيراً أمام التفاصيل الشعورية والعاطفية وإنما يفضل التركيز على اتخاذ
المواقف والأفعال والحسم في التعامل مع الواقع، ففي هذه الحالة سيكون هذا
الزوج أكثر رغبة في أن تتسم شخصية زوجته بدرجة كبيرة من الاستقلالية
والقدرة على الاعتماد على النفس وعدم إزعاج الزوج ليل نهار بالتفاصيل
العابرة.
وهذا
النوع من الرجال ينظر إلى العلاقة الزوجية باعتبارها شراكة حقيقية وهو
ينتظر من زوجته أن تكون على درجة كبيرة من الاستقلالية والاعتماد على النفس
حتى تنجح في أداء أدوارها الملقاة على عاتقها بدون أن تقف كثيراً أمام
الحب والمشاعر اللهم إلا في أوقات معينة وبشكل واضح ومحدد لأداء الواجبات
الزوجية.
تعليقات
إرسال تعليق