زواج ناجح رغم اختلاف الطباع

 
كثير من الأزواج الذين لا يأخذون الوقت الكافي أو الفرصة المناسبة لاستكشاف شخصيتي بعضهما قبل إتمام الزواج، يشعران بصدمة معينة بعد بدء الحياة الزوجية ومرور الأيام والشهور والسنوات بسب بالتباين الواضح في الطباع والأفكار والمشاعر.
في البداية وحتى تستطيعي أن تتغلبي على هذا الاختلاف وتتجاوزي هذه الصدمة لابد أن تقرري الرغبة في إنجاح هذه العلاقة الزوجية ، ثم تعلمي يقيناً أن من حقك أن تكوني نفسك ولا تتنازلي عن شخصيتك وفي الوقت نفسه لا تحاولي تغيير الطباع الأساسية والكينونة الحقيقية لشخصية زوجك، لأن هذه المحاولات عندما تمس أساس الشخصية ستجعل حياتك سلسلة من الإحباطات والمشكلات الخانقة.

تذكري أن العطاء المستمر المتدفق هو عنوان نجاح أي علاقة خاصة العلاقة الزوجية، فمهما كان التباين في الشخصيات يمكن من خلال العطاء الدائم أن تولد المحبة ويولد الاستقرار وتستمر الحياة بشكل ناجح، والعطاء المتدفق لابد أن يكون منزهًا عن منطق المصلحة أو منطق "هات وخد" لأن العطاء الصادق يعطي السعادة للقلب بشكل تلقائي.
إذا كنت تكتشفين يومياً طباع وصفات جديدة في زوجك فلا يجب عليك أن يكون همك وشغلك الشاغل هو تغيير هذه الطباع أو الممارسات والأفعال التي يحبها وإنما يكفي على الأقل في البداية أن تحاولي إشعاره بأن هذه الأشياء التي يحبها لابد أن تنضبط بدرجة معينة في ظل أنه أصبح زوجك ورب أسرة، فعلى سبيل المثال لو اكتشفت أن زوجك يعشق الخروج مع أصدقائه وقضاء الوقت معهم خارج المنزل وأنك فشلت في جعله يحب المنزل ويستمتع بالبقاء في صحبتك، ففي هذه الحالة لا يجب أن تطالبيه بالتخلي عن رغبته ويكفيك أن تخبريه بضرورة مراعاة حقوق المنزل من حيث المواعيد ومراعاة حرمة البيت والاهتمام بأنك تنتظرينه وتحبين أن يلتزم معك بمواعيده وما شابه من أمور.
حاولي قدر استطاعتك أن تحبي ما يحبه زوجك، وهذا الأمر يحتاج منك إلى الكثير من الجهد لكنه في الوقت نفسه سيعود عليك بالكثير من الفوائد في حياتك الزوجية، وبالتالي يجب أن تبحثي في كل ما يحبه ويهتم به وتبدأي في اختيار بعض الأمور من ذلك لتحاولي تدريجياً أن تحبي هذه الأشياء وتأكدي أن إدراك زوجك لهذا الجهد الذي تبذلينه لكي تحبي ما يحب هو سيذيب الكثير من الفوارق بينكما ويقرب بين قلبيكما.
رغم اختلاف الشمس والقمر الكامل في طبيعتهما ودورهما في الحياة إلا أنهما معاً يتكاملان ويشكلان لوحة جميلة لهذا الكون، وعلى هذا النسق يمكنك أن تتناغمي مع شخصية زوجك رغم الاختلاف الجذري بينكما وتحصلان معاً على حياة ناجحة سعيدة، حاولي أن تقنعي زوجك بأن هذاالتناغم والتكامل بينكما هو الضمان الوحيد لاستمرار نجاح العلاقة الزوجية بينكما.
في ظل هذا الاختلاف في الطباع بينكما حاولي ألا تزيدي من مشاعر الغيرة عليه لأنه سيدرك على الفور أن هذه الغيرة ليست تعبيراً عن محبة الحبيبة بقدر ما هي تعبير عن امتلاك الزوجة لشيء ترى أنه من حقها وحدها، والرجل يشعر بجمال مشاعر الغيرة إذا كانت تتويجاً لحالة من الحب الرومانسي المتدفق المستمر، أما لو كانت الاختلافات بين شخصيتك وشخصية زوجك حادة وواضحة فإن الغيرة في هذه الحالة ستكون بمثابة صب للمزيد من الزيت على النار.

تعليقات