نعم أنا أحمل لقب مطلقة .. نعم أنا امرأة مطلقة .. وسأقولها اليوم بصوت عالى .. دون أن
أخجل أو أن أتعثر في كلامى .. أو أن أتردد فى نطقها . فكفى تدخلا فى حياتى .. فالباقي من
حياتى ملكي أنا ..
نعم .. انا امرأة مطلقة ..
لقد سئمت من نظرات الناس التى
تلاحقني للتأكد من أن حياتى الزوجية انتهت .. ومن فضول زملائي فى العمل
وتساؤلاتهم المستمرة عن زوجى حتى أقع بالخطأ وأعترف .. ومن إلحاح صديقاتي لمعرفة إلى أي
مدى وصل الخلاف بيننا – وأكيد لأنهن يخشن على
أزواجهن من وحدتى.. أما أهلي فأتعذب وأنا أراهم حائرون , لا يدرون إلى أي طرف ينصفون هو أم أنا ؟
هل تعتقدون أنني كنت أرغب أن أصل
إلى هذة النهاية .. أو أن أختم حياتى الزوجية بهذا اللقب .. اكيد لا ..لا احد يحب الفشل .. لو تعلمون كم تحملت وصبرت حتى أهرب منه كم تحملت إهانات زوجى لكرامتى ..
لأنوثتي .. أمام نفسى وأمام أهلى , امام ابناؤنا .. كم تحملتُ نوبات غضبة وثورته دون أن
أتفوة بكلمة واحدة إحتراماً مني لأيام حبنا ..
كم من مرة جلست وحيدة أبكى وأسأل
نفسى إلى أين ستأخذنا أيامنا .. وكم من مرات تجاهلت خيانته لي ..
وجرح مشاعرى ..رغبة مني فى إستمرار حياتنا ..
والان أنا امرأة مطلقة .. ترددت كثيرا قبل أن أعلن للناس
ولنفسى قبلهم أنى امرأة مطلقة .. كنت اخشى أن يكون هذا الزوج بمثابة
مصدر الحماية والأمان لي .. كنت أخشى أن أفتقد الراحة بعد أن أفتقد إستقرار الزواج .. كنت أرفض الطلاق خوفاً من الإعتراف
بالفشل. أو أرى في عيون من حولي نظرات
الشفقة أو الشماتة أو حتى العتاب.. نعم كنت اخشى مواجهة المجهول....
انا الان امرأة مطلقة لن يهمنى ماذا سيقول عنى الناس .. اين
كانوا وقت ما كانت ايامى كلها وجع ؟ لن يهمنى ان تهرب منى صديقاتى أو
يقاطعني اقاربى ، فمن يهمنى الان هو أنا ..
يحاسبنى اهلى الان على خروجى ودخولى,
واين هم عندما كنت اتمنى ان يحاسبه احد ؟ نعم انا التى اخترتة .. وصممت عليه
.. لكنى كنت صغيرة.. ليس لى خبرة فى الحياة .. اعيش باحلام وردية.. والدنيا كانت
فى نظرى جميلة .. جميلة جدا بحبه .. نعم ..انا كنت احبه بجنون .. كنت
مستعدة انا اضحى بكل شئ ترغب فيه اى عروسة وتحلم به اى فتاة من اجله هو فقط .. كنت واثقة ان اختيارى صح , وانى لن اندم . . ومن يندم وهو مالك
الدنيا وما فيها . هذا ما كنت اتخيله وقتها . كنت مخطئه ..
والكل يريد ان يحاسبنى الآن على
اختيارى وعلى جريمتى . الم يكفيكم حساب الزمان لى ؟؟ الم يكفيكم ان ضاع عمرى وانا خائفة
من كلام الاهل والاصدقاء ومن كلمة "هذا هو اختيارك "؟؟ هل يجب ان ادفع فاتورة خطئي طوال
عمرى دون ان تكون هناك نهاية ؟ ولماذا تتمنون ان اظل معه معذبة ضائعة حزينة حتى لا احمل لقب "
مطلقة " لا .. فانا مثلما اخترت ان اكون معه
وتركتونى أعيش التجربة .. أنا ايضا سأختار أن اتركه وستتركوني ايضا اعيش التجربة
حتى لو فشلت مرة ثانية ..
فالحياة يجب ان نحياها ونحن نحبها
لا أن نحياها ونحن نتمنى ان تنتهى .
اما من - كان زوجي- وقد جاء وهو
حاملاً كرامته وكبريائه معه يرجوني أن أعود– يذكرنى باجمل ايام حبنا – وبحبة
الكبير لى ..
يذكرنى انى لا استطيع انا احيا
بدونه .. وانى جزء من كيانه .. وكيف تجرأت واخذت هذا القرار لوحدى – نادماً عما
فعله وان كان لا يدرى ماذا فعل . يطلب منى ان اتغاضى عن تصرفاته السيئة معى ..
واسامح واعفو ..
كلام جميل يهز المشاعر.. يحرك
العواطف .. يدق له القلب .. لكن هذة المرة لم يهزنى . لم يحرك
عواطفى . والقلب لم يحن اليه . لم يؤثر فى بل على العكس جعلنى اصمم
اكثر ان انهى حياتى معه .. وان احتفظ لنفسى بجزء من كرامتى ..
لماذا لا تعرف ان القلب الذى احب
وتمنى ان يحيا العمر بجانبك قادر على كرهك وفراقك الى الابد وبدون ندم ؟ |
تعليقات
إرسال تعليق