بقلم : أمل الخولى
وما نحن إلا محطات في سكة سفر.
كل محطة ليها ميعاد ومكان، نستقبل ناس ونودع أخريين، والبعض مكمل معانا لنهاية الطريق.
كل محطة بنعديها بتقربنا من نهاية الرحلة.
المحطات ما هى إلا مراحل في مشوار الحياة.
كل مرحلة بتختلف عن الأخرى، باشخاصها، وتجاربها، وأحداثها.
مرحلة البراءة والطفولة والمرح والحياء والصراحة والوضوح، مرحلة كل ما الزمن يعدى نتمنى نرجع نقف عندها، نحن لها ونحن في قمة التعب والضعف، نتمنى نرتمى في اخر اليوم في حضن آباءنا، كم وحشنى هذا الحضن.
لنستقبل بعدها مرحلة الشباب والأحلام الوردية، والغرام، وعيون سهرانة لا تنم من عذاب الحب_ما أروعه_ وصورة البيت الجميل والشريك الحنين، والوظيفة المناسبة لتحقيق الأمنيات، المرحلة التي فيها ما زالت الأرجل لم تلمس أرض الواقع، مرحلة نشتاق لها عندما تطحنا الدنيا وتقهر أحلامنا.
لتنتهى وتبدأ رحلة النضج، والوعى، والواقع ،
الايام التى نحياها فعلا، تجرفنا الحياة في سكة بعيدة تماما عن ما رسمناه في شبابنا، نتذكرها عندما نستشعر كم كنا حالميين ، ساذجيين.
نسير ولا نفكر أن نقف أو نأخذ هدنة، لازم الحياة تستمر حتى لو ارهقتنا الأيام، وتعبنا من طول المشوار، جائز ليس فيها الشريك الذي وعدناه سابقا ان لا نترك يده، ولا اصدقاء الطفولة، ولا وظيفة الأحلام، لكن شاكرين ربنا، وبنردد الجمل التي يكررها علينا من سبقتنا في الرحلة " لازم نتعب حتى نرتاح لما نكبر، وكل شى قسمة ونصب، علينا السعى وليس علينا الإدراك".
ويصل القطار لآخر مرحلة في الرحلة جني ما زرعناه طوال المشوار.
الإعتراف بهذه المرحلة قد يكون صعب على البعض، لا نحاول أن تتذكر فيها السن الحقيقى، الشباب شباب القلب، ومن حقي اعيش ما نسيت ان اعيشه في زحام ومتاعب الحياة، هذا الوقت لنفسي فقط، لن يقف العمر عقبة في إدخال البهجة والسعادة على قلبي، لن يهمني كلام الناس، رافض التضحية.
وهناك آخريين بتستسلم لها، وتكتفى بإسترجاع شريط الذكريات، والجلوس على كرسى هزاز، تستمع لاغانى زمان، تستعيد اللحظات الحلوة، وهى تعلم انها اخر محطة في القطار.
الوحدة ممكن تبقى صديقتهم، لم يعد الخوف من الوحدة يزعجهم، الأصحاب قليليين لكن صادقين، فاهمين كل ما يدور من حولهم، لكن نفضا السلام النفسي،
تلك المرحلة أنت فقط القادر أن تجعلها أحلى فترة في حياتك
noor-book.com/3kywquo
لينك كتاب اعترافات حائرة
تعليقات
إرسال تعليق