أطلال الماضي

 



بقلم : امل الخولى

تمضي الأيام، لكن الذكريات تظل حاضرة، تحفر في القلب ندوبًا لا تمحوها السنين. 

هناك وجوه عبرت حياتنا، ظننا أنهم ملاذنا، أنهم الوطن حين تغدو الحياة غربة، لكنهم كانوا مجرد عابرين، تركونا في منتصف الطريق ومضوا، كأن العشرة لم تكن، وكأن الوعود لم تُقطع يومًا. 

كم كان مؤلمًا أن نبحث لهم عن أعذار بينما لم يكلفوا أنفسهم حتى عناء التذكر!

اليوم، ونحن نقف على أطلال الماضي، لا نشعر إلا بالأسف، أسف لأننا منحناهم قلوبنا، لأننا صدّقنا وعودهم، لأننا رأينا فيهم أمانًا لم يكن موجودًا أصلًا. 

كنا نظن أن الحب اختيار آمن، أن الثقة متينة كالجذور، لكنهم أثبتوا لنا العكس—أن بعض الاختيارات ما هي إلا دروس مؤلمة.

والأصعب من الرحيل، أن نراهم الآن بعيون الحقيقة، فنُصدم، نسأل أنفسنا: كيف أحببناهم؟ كيف وثقنا فيهم؟ كيف كنا عميانًا عن حقيقتهم؟ نبتسم بمرارة، لأن الإجابة واحدة—كنا أنقياء، لكنهم لم يكونوا أهلًا لنقاء قلوبنا.


تعليقات