بقلم: أمل الخولى
الخوف هو ذلك الشعور الخفي الذي يتسلل إلى الروح ليجعلنا نقف مكتوفي الأيدي في نفس المكان دون أن نتقدم خطوة في طريق الحياة ...
هو الذي يجعلك تنسج في خيالك الأوهام والهواجس وتختلق الحواديت والحكايات ويمنعك من كسر الحاجز لتظل عالقا في أفكارك.
الخوف هو الصندوق الذي نختبئ بداخله وننظر للدنيا من خلال فتحة صغيرة، تتسلل منها شعاع الضوء للداخل لكي ينير المحيط الذي يضمنا، فنخشى أن نخرج خارج هذا الصندوق لنصطدم بالواقع فتظل حبيسا أفكارنا .
وتظل تصغر دائرة معارفنا، اهتماماتنا، وتمر الأيام ويزداد الخوف بداخلنا ما دمنا لا نحاول أن نكسر أو نوجهه تركيزنا بعيد عنه.
لكن ما نخشاه يظل يلاحقنا ويلازمنا ولأسف قد يتمكن منا ويتحكم بنا إذا لم نسيطر عليها.
شعور مكتسب:
الخوف شعور مكتسب فهو لم يولد معنا بل نكسبه مع مرور الأيام، فكل وقت أو سن قد يحدث ما هو جديد ونكتسب شيئا جديدا تخاف منه، وقد تتخلى عن أشياء أخرى كانت تسبب لك قلقا وذعرا في حياتك.
الخوف لن يتلاشى ما دمنا على قيد الحياة، هو جزء طبيعي واساسى من تطورنا..
عندما تدفع به جانبا ستشعر بالراحة لأنك تخلصت من الشعور بالعجز, التجاهل هو الطريق السهل لمواجهة المخاوف.
عندما تصبح متفائلا ستردد لماذا لم أفعل ذلك من قبل وسيجعلك أكثر قدرة على التعامل مع أي شيء في حياتك.
كيف نستطيع مواجهة مخاوفنا والتغلب عليها بنجاح وإصرار وعزيمة:
الخوف جزء طبيعي، فانظر له على أنه وسيلة للتعليم المستمر
في كل مرة تتقدم خطوة نحو المجهول ستواجهه الخوف, لا تنتظر أن يزول الخوف حتى تحقق ما تريد, كلما انتظرت خسرت وقتك ولم تحقق شيئا.
فكر أنه سيتحول لعادة ويختفي الخوف لأنك واجهت المجهول وتعاملت معه هناك تحديات جديدة دائما ستواجهك
التحدي يجعل الحياة أكثر إثارة وأكثر متعة.
الخوف جزء من الحياة, عندما يأتي الشيء الذي تخشاه ستشعر بالقوة وتلتمس الشعور بالرضا.
ستشعر بالراحة عندما تعتقد أنك ليس وحدك الذي يمر بتلك الأحاسيس, كل من حقق نجاحا في حياته اختبروا الشعور بالخوف ونجحوا, أنت أيضا تستطيع أن تفعل ذلك.
اعرف حجم خوفك هل هو بالقدر الذي يرسمه خيالك فأحيانا يكون خوفك من شيء ما أكبر بكثير من حجم الشيء نفسه, كن شجاعا وقل لنفسك إنك لن تسمح للخوف أن يتسلل داخلك ويمنعك من القيام بشيء.
كن صريحا مع نفسك واستمع إلى صوت مخاوفك, فأول الطريق الصحيح هو الاعتراف بما يخيفك وما يدور داخل عقلك الباطن.
الخوف الداخلي أحيانا يصيب الحياة بالشلل, إليك بعض النصائح لمواجهته:
عندما تدرك أن تلك المشاعر التي تشعر بها وتركز عليها ما هي سبب في تدمير حياتك , الإدراك سيقلل من إلقاء الضوء عليها.
راقب أفكارك ودرب ذهنك أن يكون صديقا لك وليس عدوا.
استبدل مشاعر الخوف هذه بمشاعر شكر وامتنان, ولا تركّز على الأفكار السلبية والمخاوف أكثر من غيرها.
اكتب قائمة بمخاوفك, عندما نكتب ما يقلقنا كأننا نتحاور مع أنفسنا, فالكتابة نوع من إفراغ ما يحتوينا وما يرعبنا, كأنها الصديق الصدوق الذي يسمعنا ونستطيع أن نحكي معه دون خجل أو خوف.
أبدا في تفريغ كل ما يدور في عقلك على الورق واعد قراءته كل فترة وستجد اختلافا في تفكيرك ومشاعرك وستصبح قادرا على السيطرة والتحكم في رد فعلك إزاء ما يثير مخاوفك.
عندما تواجه مخاوفك وتأخذ قرارًا حقيقيًا ستعي في غالب الأحيان أن الأمر ليس بذات السوء الذي تخيّلته وأن عقلك قد خدعك وأعطى هذه المخاوف أهمية أكبر من حجمها.
ليس شرطا أن توفق من أول تجربة, حاول مرارا وتكرارا فلا تياس أو تتوقف مهما أخفقت
تعليقات
إرسال تعليق